تُعد محافظة الجموم واحدة من أهم المحافظات في منطقة مكة المكرمة، نظرًا لموقعها الاستراتيجي الحيوي، وتاريخها العريق، ونموها السريع في السنوات الأخيرة. تقع الجموم شمال مكة المكرمة، وتُعد أقرب المحافظات إليها، مما جعلها بوابة رئيسية بين العاصمة المقدسة والمناطق الشمالية والغربية. هذا الموقع المميز منح الجموم أهمية اقتصادية واجتماعية وسكانية كبيرة، وأكسبها دورًا محوريًا في حركة النقل، والتجارة، والاستقرار السكاني، بالإضافة إلى كونها نقطة تجمع للعديد من القرى والمراكز الريفية.
تمثل الجموم إحدى المحافظات التي تجمع بين الأصالة والتطور، فهي منطقة ذات جذور تاريخية تمتد لمئات السنين، وفي الوقت ذاته تشهد نموًا عمرانياً متسارعًا، نتيجة لخطط التنمية الحديثة التي تستهدف دعم المناطق المرتبطة بمكة المكرمة. تتميز الجموم أيضًا بطبيعتها الجبلية والصحراوية المتنوعة، وبوفرة أراضيها الزراعية، خاصة في المناطق التي تتوفر فيها المياه الجوفية.
تقع محافظة الجموم شمال غرب مكة المكرمة، وتتصل بها عبر طرق حديثة وسريعة، مما جعلها تُعد الامتداد العمراني الأقرب للعاصمة المقدسة. يحدها من الشمال محافظة الكامل، ومن الغرب منطقة جدة، ومن الجنوب والشرق مكة المكرمة. هذا الموقع جعلها تتوسط مجموعة كبيرة من الطرق الحيوية التي تربط بين مكة وبقية مناطق المملكة.
| العنصر | الوصف |
|---|---|
| الموقع | شمال مكة المكرمة – بمسافة 25 كم تقريبًا |
| الارتفاع عن سطح البحر | 220 – 400 متر |
| المساحة الكلية | 2700 كم² تقريبًا |
| المدن والمراكز التابعة | هدى الشام، عسفان، الزيماء، الريان، الغزيات |
تتميز الجموم كذلك بمناخها الحار صيفاً والمعتدل شتاءً، شأنها شأن بقية محافظات منطقة مكة، ولكن قربها من الجبال يزيد من اعتدال درجات الحرارة في أطرافها.
شهدت محافظة الجموم في السنوات الأخيرة زيادة سكانية ملحوظة، نتيجة لتوسع المشاريع السكنية وتحسن مستوى الخدمات. ويضم المجتمع في الجموم مزيجًا من السكان الأصليين والوافدين، مما ساهم في تطور الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيها.
| الفئة | النسبة |
|---|---|
| السكان الأصليون | 65% |
| الوافدون المقيمون | 35% |
تملك محافظة الجموم تاريخًا ضاربًا في القدم، حيث كانت منطقة عبور أساسية للقوافل المتجهة إلى الحجاز منذ العصر الجاهلي، ثم تحولت مع الزمن إلى محطة مهمة في طريق الحج الشامي والمصري. كما تُعرف الجموم بأنها موطن لعدد من القبائل العربية العريقة، التي ساهمت في الحفاظ على تراث المنطقة وأسهمت في تشكيل هويتها الثقافية.
كما يتميز تراث الجموم باحتفائه بالعادات الاجتماعية الأصيلة، مثل: المجالس التقليدية، الشعر النبطي، الضيافة العربية، والأكلات الشعبية المرتبطة بالطبيعة المحلية.
يمتزج الاقتصاد المحلي في الجموم بين الزراعة والتجارة والخدمات. ومع توسع العمران، أصبحت المحافظة جاذبة للاستثمارات الصغيرة والمتوسطة. كما تساعد قربها من مكة وجدة على خلق فرص اقتصادية إضافية، خاصة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية.
| القطاع | نسبة مساهمته المقدرة |
|---|---|
| الزراعة | 25% |
| الخدمات | 50% |
| التجارة | 20% |
| الصناعة | 5% |
هذا التنوع يجعل الجموم محافظة متوازنة اقتصاديًا، وقادرة على مواكبة رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنمية الإقليمية.
شهدت محافظة الجموم تحسينات واسعة في البنية التحتية، سواء على مستوى الطرق أو الخدمات الحكومية أو التعليم والصحة. وتُعد هذه التحديثات جزءًا من خطة تحسين جودة الحياة لسكان المحافظات المحيطة بمكة المكرمة.
تضم الجموم العديد من المعالم التاريخية والطبيعية التي تضفي عليها جمالاً وعمقًا ثقافيًا، وتستقطب الزوار والباحثين في التراث.
نظرًا للنمو المتزايد في عدد السكان والبنية التحتية، أصبحت الجموم واحدة من أفضل المحافظات للاستثمار داخل منطقة مكة. حيث تتوفر فيها أراضٍ واسعة، وأسعار عقارية أقل مقارنة بمكة وجدة، إضافة إلى احتياج السوق المحلي لعدد كبير من الخدمات والمشاريع.
تسعى المملكة لتعزيز التنمية في المحافظات المحيطة بالمدن الرئيسة من خلال مشاريع ضخمة تستهدف تحسين جودة الحياة، رفع مستوى الخدمات، وتشجيع الاستثمارات. وتُعد الجموم من أكثر المحافظات المرشحة للاستفادة من هذه الرؤية، لما تتمتع به من موقع حيوي وقرب استراتيجي من مكة والمدينة وجدة.
ختامًا، تظهر محافظة الجموم كمنطقة واعدة تمتلك مزيجًا فريدًا من التاريخ، والموقع المميز، والتنمية المتسارعة. إن قربها من مكة المكرمة يجعلها خيارًا مثاليًا للسكن والاستثمار، بينما يمنحها تراثها العريق طابعًا ثقافيًا يعزز من قيمتها السياحية. ومع استمرار مشاريع التنمية، فمن المتوقع أن تلعب الجموم دورًا أكبر في مستقبل منطقة مكة والمملكة بشكل عام.